كرمت بعثة جامعة الدول العربية بفيينا، اليوم الأربعاء، الخبيرة المغربية نجاة مختار، نائبة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئيسة مديرية العلوم والتطبيقات النووية بالوكالة، بمناسبة “يوم المغترب العربي بالنمسا”.
ويأتي تكريم السيدة مختار عرفانا بالجهود التي بذلتها طيلة مسارها المهني الحافل، والتي مكنتها من تقلد مسؤوليات مهمة داخل الوكالة الأممية، قبل أن تصبح أول امرأة عربية إفريقية تتولى منصب نائبة المدير العام.
وقالت السيدة مختار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا التكريم إضافة إلى كونه تجسيدا لثقافة الاعتراف، هو دعوة لمزيد من البذل والعطاء، مضيفة أنه “تكليف يضع على عاتقي مسؤولية كبيرة لتمثيل بلدي خير تمثيل بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وخارجها”.
كما أعربت السيدة مختار عن امتنانها لبعثة جامعة الدول العربية التي وصفتها بـ”مؤسستنا المشتركة التي عهدنا فيها دوما سعيها اللامتناهي لتوحيد الموقف العربي بفيينا والمحافل الدولية”.
وأشادت أيضا بدور الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتشجيع الاستعمال السلمي للطاقة والتكنولوجيا والتطبيقات النووية لتحقيق الأهداف التنموية، ولجعل الذرة في خدمة السلام والتنمية.
وعبرت بالمناسبة عن شكرها للجمهورية النمساوية المحتضنة للمهاجرين بكافة أطيافهم، وذلك بناء على مبدأ الحوار والتلاقح بين الحضارات وجمالية التعايش السلمي بين كافة الثقافات.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمات الدولية بفيينا السيد عز الدين فرحان، أن السيدة نجاة مختار استطاعت بفضل مثابرتها أن تتبوأ مركزا مهما بالوكالة الأممية، مضيفا أن اختيارها للتكريم في هذه المناسبة السنوية اعتراف بمسارها المهني المتميز داخل المنظومة الأممية.
وأضاف السيد فرحان أن قضايا الهجرة تتصف بالطابع الاستراتيجي بالنسبة للعالم العربي، حيث تشكل الجالية العربية المقيمة بالخارج ركيزة محورية في مهمة الدبلوماسية من خلال مساهمتها في التعريف بالفسيفساء الثقافية والتراثية، وتنوير المجتمعات المضيفة بالطابع التجددي للثقافة العربية والترويج الإيجابي للأصالة والحداثة العربية بالمجتمع النمساوي.
كما نوه سفير المملكة بالدور المحوري الذي تضطلع به جامعة الدول العربية لتوحيد الموقف العربي وإبرازه بالمحافل الدولية، وحث الدول الأعضاء على المساهمة البناءة في المشاورات والمفاوضات متعددة الأطراف.
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمة، تلاها نيابة عنه رئيس بعثة الجامعة بفيينا السيد محمد سمير قوبعة، إن هذا التكريم هو تأكيد للدور الهام الذي تقوم به الجالية العربية بدول الاعتماد، ومناسبة لتسليط الضوء على الكفاءات العربية بشتى المجالات.
وأكد السيد قوبعة أن هذه الكفاءات والجالية بشكل عام هي جسر للتواصل بين دول المنشأ ودول المقصد، ورهان لإنتاج المعرفة ونشرها وتوظيفها في خدمة تنمية وازدهار المجتمعات العربية.
وإلى جانب السيدة مختار تم تكريم كفاءات عربية أخرى مقيمة بالنمسا، من بينها إعلاميون وباحثون وأساتذة جامعيون وأطباء وأعضاء منظمات دولية.
وتشكل هذه المناسبة السنوية التي تخلدها البعثات الدبلوماسية العربية بفيينا في 4 دجنبر من كل سنة، فرصة لتطوير شبكة تواصل وعلاقات بين الكفاءات العربية في مختلف المجالات.