جمعية الطلاب والخريجين المغاربة بألمانيا
في الوقت الذي تعرف فيه قضية الوحدة الترابية المقدسة إجماعا دوليا، وإشادة واسعة النطاق بمبادرات المغرب إزاء صحرائه، طلعت علينا شرذمة من منعدمي الضمير تدعى: “اتحاد الشبيبة الصحراوية” من خلال المنتدى الواهي والوهمي الثاني المزمع تنظيمه أواخر شهر نوفمبر الجاري بمدينة مالقا الإسبانية يومي: 26-29 تحت شعار كله كذب وتدليس وزور: الاحتلال غير الشرعي للصحراء من طرف المغرب !؟
ومن أجل تنوير الرأي العام الدولي بقضية وحدتنا الترابية المقدسة، فإننا في جمعية الطلاب والخريجين المغاربة بألمانيا نعلن ما يلي:
أن المغرب كان وما زال في صحرائه، ذلك أن مغربية الصحراء حقيقة ثابتة بحكم ” التاريخ والشرعية وإرادة أبنائها واعتراف دولي واسع ومتزايد. ”
مغربية الصحراء تكرست على المستوى الدولي من خلال المكتسبات الحاسمة التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة.
الصحراء المغربية كانت وما زالت تربطها البيعة الشرعية بسلاطين المغرب، ولم تكن يوما أرضا خلاء.
منذ بداية ستينيات القرن الماضي والمغرب يطالب بتصفية الاستعمار الإسباني من منطقة الصحراء المغربية.
النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية تم خلقه والترويج له في إطار الصراع الأيديولوجي والاستراتيجي أيام الحرب الباردة.
خلال سنة 2020 شهد المغرب انتصارات دبلوماسية عبر تثبيت مسار فتح القنصليات بمدينتي العيون والداخلة، مما أفقد الخصوم صوابهم، فدفعوا بعناصر البوليساريو لمنطقة الكركرات.
إدخال مرتزقة البوليزاريو لمنطقة الكركرات هو مخطط خطير وخبيث، دبر بهدف ضرب المصالح الاقتصادية والأمنية والإستراتيجية للمغرب، في محاولة لتغيير الوضع بمنطقة الكركرات والمنطقة العازلة من خلال شل حركة التجارة الدولية بالكركرات وعزل المغرب عن عمقه الإفريقي.
دخول الكركرات كشف القناع عن منطق العصابات وأسلوب قُطّاع الطرق الذي تشتغل به البوليساريو، من خلال تخريب الطريق واحتجاز الشاحنات المدنية وتهديد سلامة العابرين ومنع مرور السلع والمواد الغذائية وتعريضها للتلف.
طالت التصرفات المشينة والاعتداءات اللفظية البذيئة والاستفزازات أفراد القوات المسلحة الملكية الذين قابلوا الاستفزاز بالصبر والحكمة.
كما طالت الإساءات والاستفزازات عناصر البعثة الأممية “المينورسو”، التي كان يتم التضييق عليها ومنعها من ممارسة عملها.
بعد نفاذ صبر المغرب، وإتاحة الفرصة للوساطات الدبلوماسية، وبعد التواصل المستمر مع الأمم المتحدة، وبعدما لم تنفع مع عصابة قطاع الطرق، النداءات السلمية الحكيمة، قرر المغرب التحرك “في احترام تام للسلطات المخولة له بمقتضى واجباته، وفي انسجام مع الشرعية الدولية “، فقام بتدخل عسكري دقيق، وبطريقة سلمية، تدخل لم تسقط فيه قطرة دم واحدة، فاستعاد سيطرته الكاملة على المنطقة، وأقام حزاما أمنيا لمنع تكرار تسلل العناصر الانفصالية إلى محيط المعبر.
المجتمع الدولي على علم بالطرف الحقيقي في النزاع، وقد أشار إليه مجلس الأمن بالاسم في قراره الأخير 6 مرات.
مجلس الأمن الدولي أكد في قراره الأخير للمرة 14 على أولوية المبادرة المغربية للحكم الذاتي، لكونها “عملية وواقعية” مع إلغاء جميع الأطروحات الأخرى، رغم محاولات بعث الروح فيها.
مجلس الأمن اشترط في المسلسل الأممي الرامي إلى إيجاد حل سياسي، ضرورة أن يكون عمليا وواقعيا ومستداما ومتوافقا عليه، بمعنى أن أي حل غير واقعي، وغير قابل للتطبيق وغير عملي، فهو غير قابل للنقاش.
مجلس الأمن في قراره الأخير آخذ على ميليشيات البوليساريو انتهاكها لوقف إطلاق النار القائم منذ سنة 1991، وطالبها بالكف عن الأعمال المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة.
المغرب ملتزم بشكل دائم بمرجعيات مجلس الأمن ويواصل اشتغاله مع السيد المبعوث الخاص للأمين العام في إطار المحددات والخطوط الحمراء للمملكة.
بالموازاة مع انخراطه في المسلسل السياسي، يواصل المغرب مسلسل تنمية أقاليمه الجنوبية، وتثمين جاذبيتها لتصبح منصة اقتصادية واستثمارية مهمة، باعتبارها بوابة المغرب إلى القارة الأفريقية.
جميع المغاربة يباركون قيام المغرب بإشراك منتخبي الأقاليم الجنوبية، باعتبارهم الممثلين الحقيقيين والشرعيين للمنطقة، في تدبير ملف الصحراء المغربية.
إننا بصفتنا مجتمعا مدنيا مقيما بألمانيا نؤيد كافة المبادرات القيمة التي تقوم بها الدبلوماسية المغربية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، والانتقال إلى تنمية دول المغرب العربي.
إننا في جمعية الطلاب والخريجين المغاربة بألمانيا رئيسا وأعضاءا نشيد ونعتز بما ورد في الخطاب الملكي السامي لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بمناسبة الاحتفال بالذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة. بكون المغرب لا يتفاوض على صحرائه، ولكنه حريص على الانخراط في المسلسل الأممي، بهدف إيجاد حل سياسي سلمي ونهائي لهذا النزاع المفتعل.